أسطورة سيدة الأفعى البيضاء هي حكاية شعبية صينية تُعد واحدة من الحكايات الشعبية الأربع الكبرى في الصين. توسعت أسطورة الأفعى البيضاء في جميع أنحاء الصين والعديد من البلدان الأخرى المحيطة مثل اليابان وكوريا وفيتنام وحتى أجزاء من الهند.
فما قصة هذه الأفعى؟ هذا ما سنعرفه في هذا المقال.
تبدأ هذه الحكاية بصبي طيب الطباع يُدعى (شو شيان) في منطقة تدعى (هانغتشو) . في أحد الأيام، اشترى بعض (التانغيوان) من بائع متجول بالقرب من البحيرة الغربية، دون أن يعلم أنها في الواقع حبوب تمنح صاحبها الخلود. وبعد تناول الطعام شعر الصبي بالغثيان، وسرعان ما خرجت الحبوب من معدته إلى البحيرة القريبة.
في تلك البحيرة تسبح روح الأفعى البيضاء التي تمارس الفنون السحرية لعدة قرون على أمل أن تصبح خالدة. ومنذ أن رأت الصبي يخرج الحبوب ابتلعتها الأفعى بسرعة واكتسبت قوى روحية. شعرت الأفعى بالامتنان للصبي (شو شيان) ، ومنذ تلك اللحظة فصاعدًا، ارتبطت أقدارهم ببعضها. ولكن لسوء حظهم، سكن حيوان آخر تلك البحيرة، وهو سلحفاة روحية تتدرب في البحيرة وتحاول أيضاً العثور على القوى ولم تتمكن من تناول أي من الحبوب. تشعر السلحفاة بغيرة شديدة من الثعبان الأبيض وتقرر الانتقام.
في أحد الأيام ترى الأفعى الأبيض متسولًا على الجسر قد أمسك بثعبان أخضر يريد استخراج مرارته وبيعها. تتحول الأفعى الأبيض إلى امرأة وتشتري الثعبان الأخضر من المتسول، ممتنًا لتدخلها وإنقاذ حياتها، تقسم الأفعى الخضراء أن تصبح صديقة لها وتتبعها حتى نهاية الزمان.
بعد ثمانية عشر عامًا، وخلال مهرجان (تشينغمينغ) ، تتحول الأفعى البيضاء إلى فتاة حسناء جميلة تدعى (باي سوزين) وكذلك الخضراء إلى تتحول إلى فتاة اسمها (شياو تشينغ). تلتقي الفتاة وصديقتها بـ (شو شيان) عند الجسر المكسور. أعارهم (شو شيان) مظلته لأن السماء كانت تمطر. مع مرور الأيام يقع (شو شيان) و (باي سوزين) في الحب ويتزوجان في النهاية. ويفتحون متجرًا للأدوية.
في هذه الأثناء، تراكمت لدى روح السلحفاة قوى كافية لتأخذ شكل الإنسان، فيتحول إلى راهب بوذي يُدعى (فاهاي) . لا يزال (فاهاي) غاضب من (باي سوزين)، ويخطط لقطع علاقتها مع (شو شيان).
يتعرف الراهب على (شو شيان)، ويخبره أن زوجته يجب أن تشرب نبيذ الريالغار خلال مهرجان (دو وان). يُعتقد تقليديًا أن نبيذ الريالغار يطرد المخلوقات والأرواح الضارة. يكشف النبيذ أن (باي سوزين) هي بالحقيقة ثعبان، ويموت (شو شيان)، الذي يشعر بالخوف عندما يجد أن زوجته كانت ثعبانًا طوال الوقت، بنوبة قلبية.
تسافر (باي سوزين) و(شياو تشينغ) إلى جبل (أومي) ، حيث يواجهان مخاطر عدة لسرقة عشبة سحرية تعيد (شو شيان) إلى الحياة.
بعد عودته إلى الحياة، لا يزال (شو شيان) خائفًا من زوجته. يسافر بمفرده إلى معبد جينشان، حيث يسجنه (فاهاي)، بحجة أنه يجب أن يعيش في المعبد لينقذ نفسه من شياطين الثعابين. تتقاتل (باي سوزين) و (شياو تشينغ) مع (فاهاي) لإنقاذ (شو شيان). خلال المعركة، تستخدم باي سوزين قواها لإغراق المعبد، مما يتسبب في أضرار جانبية في هذه المعركة. فقواها لم تكن كاملة لأنها حامل بالفعل بطفل (شو شيان)، لذا فشلت في إنقاذ زوجها. تساعدها (شياو تشينغ) على الهروب مرة أخرى وتنقذ حياتها.
في هذه الأثناء، يدرك (شو شيان) أن حب زوجته له حقيقي وأنه لم يعد يهتم إذا كانت ثعبانًا. تمكن من الهروب من قضبة (فاهاي)، عندما اجتمعوا مجددًا مع زوجته على الجسر المكسور، حيث التقيا لأول مرة، كانت (شياو تشينغ) غاضبة جدًا منه لدرجة أنها تنوي قتله، لكن (باي سوزين) أوقفتها. أعرب (شو شيان) عن أسفه، وسامحته كل من (باي سوزين) و(شياو تشينغ).
تلد (باي سوزين) طفلهم الذي أسمته (شو مانجاو)، لكن فرحتهم لم تطل حيث عاد (فاهاي) وحارب (باي سوزين) مرة أخرى واستطاع حبسها، (شياو تشينغ) استطاعت الهرب منه وأقسمت أن تأخذ بالثأر وتحرر صديقتها.
بعد سنوات، اجتاز (شو مانجاو) الامتحانات الإمبراطورية، وهو اختبار صعب وتنافسي إلى حد الجنون يقضي علماء الكونفوشيوسية الشباب من العائلات الثرية في جميع أنحاء البلاد حياتهم كلها في الدراسة من أجله وقرر العودة إلى منزله بعد أن حقق أعلى مستوى من النجاح في الإمبراطورية بأكملها.