مخطوطة فوينتش هي واحدة من أكثر الألغاز غموضًا في تاريخ الأدب. هذه المخطوطة، التي يُعتقد أنها كُتبت بين عامي 1404 و1438م، تحمل اسم بائع الكتب البولندي-الأمريكي ويلفريد فوينتش، الذي اكتشفها في عام 1912م.
محتوى المخطوطة
تتكون المخطوطة من حوالي 240 صفحة مكتوبة بلغة غير معروفة وبأبجدية فريدة من نوعها. تحتوي على نصوص مشفرة وصور غريبة للنباتات والكائنات الفلكية والرسومات التشريحية. ولا يستطيع أي باحث حتى الآن فك شيفرة هذه اللغة أو تفسير محتوى المخطوطة.
حاول العديد من العلماء والمختصين في علم التشفير فك شفرة المخطوطة، بما في ذلك أشهر علماء التشفير البريطانيين والأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، لم يتمكن أحد من تفسير النصوص أو فهم محتواها بشكل كامل
 |
| بعض من الرسومات الموجودة بداخل المخطوطة |
النظريات حول المخطوطة
هناك عدة نظريات بارزة حول محتوى مخطوطة فيونيتش وطبيعتها، وفيما يلي أبرزها:
1. نظرية الطب والعلوم الطبيعية:
يعتقد بعض الباحثين أن المخطوطة قد تكون وثيقة طبية أو علمية قديمة، ربما تتناول موضوعات مثل النباتات الطبية أو التشريح البشري. وتشير بعض الرسومات إلى محتوى طبي أو علمي.
2. النظرية الدينية والسحرية:
هناك من يرى أن المخطوطة قد تكون نصًا دينيًا أو سحريًا، وربما كانت جزءًا من طقوس أو ممارسات خاصة. وقد يفسر هذا طبيعة الرسومات والرموز الغريبة في المخطوطة.
3. نظرية الخيال والهواية:
بعض الباحثين يعتقدون أن المخطوطة قد تكون مجرد هواية لشخص ما، وأن الكاتب قد ابتكر لغة ورموز مشفرة دون قصد حقيقي. وقد يفسر هذا عدم وجود سياق واضح للمخطوطة.
4. نظرية الوثيقة المزورة:
هناك من يشكك في أصالة المخطوطة ويعتقد أنها وثيقة مزورة أو مفبركة في عصر لاحق. ولكن لا توجد أدلة قاطعة على ذلك.
في النهاية، لا توجد نظرية واحدة حاسمة أو معترف بها بشكل عام، وتظل محتويات المخطوطة ألغازًا لا تزال تحير العلماء والباحثين حتى يومنا هذا.
 |
| لغة المخطوطة الغريبة |
على الرغم من عدم فهم محتوى المخطوطة، إلا أنها تعتبر قطعة فنية وأدبية فريدة من نوعها. تُعرض المخطوطة حاليًا في مكتبة بينيك للكتب النادرة والمخطوطات بجامعة ييل تحت اسم M-408، وقد أصدرت أول نسخة مطبوعة منها في عام 2005¹.
مخطوطة فوينتش تظل لغزًا يثير فضول العلماء والباحثين، وتبقى واحدة من أكثر الألغاز غموضًا في تاريخ الأدب.