مخطوطة فوينتش: الكتاب الذي لم يتمكن أحد من فك شفرته

 عندما نفكر في الشمس، ربما يتبادر إلى أذهاننا اللون الأصفر أو البرتقالي الذي نراها به أثناء شروقها أو غروبها. ومع ذلك، فإن اللون الحقيقي للشمس ليس بالضرورة ما نراه بالعين المجردة. لفهم اللون الحقيقي للشمس، يجب علينا النظر في مجموعة متنوعة من العوامل التي تؤثر على كيفية إدراكنا للونها.

الضوء المرئي والتحليل الطيفي

 الشمس تبعث ضوءًا في جميع أطوال الموجات الممكنة ضمن الطيف المرئي، بالإضافة إلى أطوال موجية أخرى غير مرئية للعين البشرية مثل الأشعة فوق البنفسجية والأشعة تحت الحمراء. عندما نقوم بتحليل ضوء الشمس باستخدام مقياس الطيف، نجد أن الشمس تبعث الضوء عبر جميع ألوان الطيف المرئي، من البنفسجي إلى الأحمر. هذا التوزيع المتساوي تقريبًا للطاقة عبر الطيف المرئي يجعل الشمس تنتج ما يعرف بالضوء الأبيض. 

تأثير الغلاف الجوي 

 على الرغم من أن الشمس تبعث ضوءًا أبيض، فإن اللون الذي نراه يمكن أن يتغير بناءً على عدة عوامل، أهمها الغلاف الجوي للأرض. عندما تكون الشمس منخفضة في السماء، خلال الشروق أو الغروب، يمر ضوءها عبر طبقة أكبر من الغلاف الجوي. هذا يؤدي إلى تشتت الأطوال الموجية الزرقاء والبنفسجية من الضوء، مما يجعل الضوء الذي يصل إلينا يميل إلى الأطوال الموجية الأطول، مثل الأحمر والبرتقالي. لذا، نرى الشمس بألوان دافئة خلال هذه الأوقات.

اللون في الفضاء 

إذا كنا سننظر إلى الشمس من الفضاء، بعيدًا عن تأثير الغلاف الجوي للأرض، سنرى ضوءها الحقيقي بشكل أوضح. في الفضاء، يظهر ضوء الشمس كضوء أبيض مشرق، مما يدعم فكرة أن الشمس نفسها بيضاء اللون. الرواد الفضاء الذين شاهدوا الشمس من الفضاء أكدوا هذه الملاحظة، حيث أن اللون الذي يرونه لا يتأثر بتشتت الغلاف الجوي.

تظهر الشمس بلونها الأبيض من الفضاء

درجة حرارة الشمس واللون

لون أي جسم يمكن أن يُحدد بناءً على درجة حرارته، وذلك من خلال ما يعرف بقانون فين للإشعاع الحراري. درجة حرارة سطح الشمس تبلغ حوالي 5500 درجة مئوية. عند هذه الدرجة، يكون الطيف المنبعث من الشمس متوازنًا بشكل يجعل الشمس تبدو بيضاء. الألوان التي نراها على الأرض هي نتيجة لتشتت الضوء في الغلاف الجوي. 

إذاً، اللون الحقيقي للشمس هو الأبيض. إن رؤيتنا للشمس باللون الأصفر أو البرتقالي هو نتيجة لتفاعل ضوء الشمس مع الغلاف الجوي للأرض وتشتت الأطوال الموجية المختلفة. في الفضاء، حيث لا يوجد غلاف جوي لتشتيت الضوء، تظهر الشمس بلونها الحقيقي الأبيض. هذا يوضح كيف يمكن أن تتغير إدراكاتنا للألوان بناءً على الظروف البيئية المحيطة وكيفية تأثير الغلاف الجوي على الضوء الذي نراه.