![]() |
خارطة تُظهر الحُدود التقريبيَّة للإمبراطوريَّة الأكديَّة خلال فترة حُكم نارام سين (مابين سنتيّ 2254-2218 ق.م تقريبًا) source: Wikimedia Commons/Empire akkad-ar.png |
في عالم الشرق القديم، تبرز الحضارة الآكادية كواحدة من أبرز الحضارات التي تركت بصمتها البارزة على تاريخه، تعتبر رمزًا للتقدم والازدهار، حيث كانت الحضارة الآكادية أول إمبراطورية في التاريخ البشري، في هذا المقال، سننطلق في رحلة استكشافية لنتعرف على بدايات هذه الحضارة العظيمة، وتاريخها ، وإرثها الثقافي في بناء الحضارة الإنسانية.
قد يهمك أيضاً: مدن الطين وأبراج السماء: رحلة إلى سومر منبع الحضارات الأولى.
مدن الطين وأبراج السماء: رحلة إلى سومر منبع الحضارات الأولى - الجزء الثاني.
تعريف عام بالحضارة الأكادية:
- تعتبر الإمبراطورية الأكادية، التي أسسها سرجون الكبير حوالي عام 2334 قبل الميلاد، أول إمبراطورية معروفة في التاريخ.
- تمكن سرجون الكبير من احتلال بلاد سومر وفرض سيادته على جميع مدن العراق وجعل مدينة أكاد عاصمته، ثم بسط نفوذه على شمال بلاد ما بين النهرين وعيلام وسورية وفلسطين وأجزاء من الأناضول، وامتد إلى الخليج العربي، حتى دانت له كل المنطقة وبلغت سيطرة الأكاديين من الخليج العربي حتى البحر المتوسط مع جزيرتي قبرص وكريت (كما هو موضح بالصورة أعلاه)
- بتأسيس الامبراطورية الأكادية تحققت لأول مرة في تاريخ بلاد الرافدين فكرة الدولة المركزية الواحدة بدلاً عن دويلات المدن العديدة التي كانت سائدة في عصر السلالات السومرية الباكرة.
- سميت السلالة الأكدية بهذا الاسم نسبة إلي عاصمتهم "أكاد" التي تقع شمالي سومر، وسميت لغتهم اللغة الأكادية نسبة إلى المدينة نفسها أيضا.
- يعود أصل الشعب الأكادي إلى السكان الناطقين بالسامية القدماء في الشرق الأدنى. يعتبر الأكاديون شعبًا ساميًا، وينتمي إلى عائلة اللغات السامية الأكبر.
- اهتم الأكاديون بالأعمال العمرانية والبناء اهتماما كبيرا، خاصا في فترة حكم ملكها سرجون الذي صرف الوقت الكثير والجهد المضني في إصلاح أو إعادة تعمير الآثار الدينية السومرية القديمة.
- لقد كانت فترة الأكاديين لامعة من الناحية السياسية والحضارية، فقد انتشرت خلالها العلوم والمعارف والفنون والكتابة في بلاد الرافدين والأقطار المجاورة.
- مزج الأكاديون الحضارة السومرية بثقافتهم الخاصة، فقد استمر اتباع سرجون في مشاركة السومريين بعقائدهم الدينية وعاداتهم الاجتماعية، واقتبسو العديد من القصص والأساطير السومرية إلا انهم أبدلوها وعدلوا عليها كي توافق نظامهم الديني الخاص.
- انهارت الإمبراطورية الأكادية حوالي عام 2154 قبل الميلاد بسبب مجموعة من العوامل. أدت الضغوط الخارجية، مثل غزوات الجوتيين ومعاونة السومريين لهم، إلى إضعاف الإمبراطورية. داخليا، كانت هناك مشاكل مثل عدم الاستقرار السياسي والتمردات على الحكم. لعبت الصعوبات الاقتصادية والتغيرات البيئية دورًا أيضًا.
- غالبًا ما يتم تسليط الضوء على غزوات الجوتيين كعامل رئيسي أدى إلى سقوط الإمبراطورية الأكادية.
اللغة الأكادية في سطور:
- الأكادية هي لغة سامية قديمة كان يتحدث بها في منطقة بلاد ما بين النهرين. وكانت اللغة الأساسية للإمبراطورية الأكادية.
- تعود أهمية اللغة الأكادية إلى كونها أول لغة سامية كتبت بالخط المسماري.
- في البداية، تم استخدام اللغة الأكادية إلى جانب اللغة السومرية في الجزء الجنوبي من بلاد ما بين النهرين. مع مرور الوقت، تطورت إلى لهجتين رئيسيتين: البابلية (الجنوبية) والآشورية (الشمالية)، وكل منهما مرتبط بإمبراطوريتي بابل وآشور.
- أصبحت اللغة الأكادية اللغة الأساسية - مثل اللغة الإنجليزية اليوم - في الشرق الأدنى القديم على مدى قرون عديدة وعلى عدة أقاليم تجاوزت انتهاء الحكم الأكدي، وكانت بمثابة لغة دبلوماسية وعلمية. ومما يشهد على ذلك وجود رسائل باللغة الأكادية في "تل العمارنة" في مصر وكذلك الوثائق والمراسلات في مكتبة "اشور بانيبال" وارشيف مدينة ماري.
- إن قانون حمورابي الشهير، وهو أحد أقدم القوانين القانونية المكتوبة، مكتوب باللغة الأكادية البابلية القديمة.
- تراجعت اللغة الأكادية تدريجيًا بعد سقوط الإمبراطورية الآشورية في القرن السابع قبل الميلاد وحلت محلها اللغة الآرامية، لكن تأثيرها استمر في شكل كلمات مستعارة وميزات لغوية في اللغات السامية اللاحقة في المنطقة.