Update cookies preferences

إعلان الرئيسية

مع غروب الشمس وحلول الظلام، ينبثق خوف البشرية البدائي من المجهول من أعماق اللاوعي. لقرون طويلة، غطى حجاب الليل العالم بهالة من الغموض والخوف، ملقيًا بظلال طويلة تتراقص مع الخيال. من بين عدد لا يحصى من الأساطير التي ولدت من الظلام، لا شيء يثير شعورًا بالرهبة البدائية تمامًا مثل أسطورة الكلاب السوداء. 


هذه الأنياب الطيفية، التي يكتنفها الظل والحكايات الهامسة، جابت حواف الوعي البشري لعدة قرون، تاركة وراءها سلسلة من اللقاءات المروعة والأساطير المرعبة. من مستنقعات إنجلترا الضبابية إلى غابات ألمانيا المليئة بالضباب، تتجلى أسطورة الكلاب السوداء في أشكال لا تعد ولا تحصى، مجسدة الرعب والرهبة.


في هذا المقال، نرحل إلى عالم الفولكلور لكشف أسطورة الكلاب السوداء التي أرعبت كل من يراها بفرائها الداكن وأعينها المتوهجة. 


قد يهمك أيضاً:  بين البر والبحر : أسطورة السيلكي حكاية حب تسبح في أمواج الأساطير. 



حكايات من الظلال : القصة المرعبة لأسطورة الكلاب السوداء.


أسطورة الكلاب السوداء 


هي أسطورة منتشرة عبر العديد من الثقافات، ويأتي أصلها بشكل رئيسي من الفولكلور الإنجليزي. غالباً ما يرتكز نشاط الكلب الأسود في الليل، ويُقال غالبًا أنه مرتبط بالشيطان. يتم تصوير هذه الحيوانات الأسطورية عادةً على أنها كلاب سوداء كبيرة ذات عيون حمراء متوهجة، وغالبًا ما يُنظر إليها على أنها نذير الموت أو نذير سوء الحظ.


المناطق المختلفة لها اختلافاتها الخاصة في الأسطورة، لكن فكرة ظهور كلب أسود كبير كنذير الهلاك هي موضوع ثابت بين نسخ الأسطورة العديدة. تصف بعض القصص هذه الكلاب بأنها حراس العالم الآخر، بينما تصورها أخرى على أنها كائنات خبيثة تطارد الطرق والمقابر المنعزلة.



وصف الكلاب السوداء في الأساطير


عادة ما توصف الكلاب السوداء في الأساطير بأنها أكبر من الكلاب العادية، في بعض الأحيان يفوق طولهم  البشر. تصورهم بعض الروايات على أنهم بحجم عجل أو حتى بحجم حصان، بينما يصفهم آخرون بأنهم أقرب إلى كلب نموذجي ولكن بحضور مخيف. 


كما يوحي الاسم، لدى هذه الكلاب فراء أسود غالبًا ما يوصف بأنه أملس ولامع ومظلم بشكل غير طبيعي تقريبًا. واحدة من أكثر الجوانب المروعة للكلاب السوداء هي عيونها، والتي يقال إنها تتوهج بضوء أحمر غريب أو أصفر في بعض الأحيان. تساهم هذه التفاصيل في الطبيعة الخارقة والمهددة للمخلوق.



حكايات من الظلال : القصة المرعبة لأسطورة الكلاب السوداء.


قصص الكلاب السوداء من الشعوب :


القصة الأولى : بلاك شوك


أسطورة "بلاك شوك" ، ومعنى اسمه "الشيطان الأسود" ، هي واحدة من أشهر أساطير الكلاب السوداء التي نشأت في شرق انجلترا. 


هو روح (أو وحش) يأخذ شكل كلب أسود مشعر للغاية ذو حجم غير طبيعي (حجم عجل صغير أو حصان) - بالإضافة إلى الحجم غير الطبيعي، يُقال إن "بلاك شوك"له عيون حمراء مخيفة تتوهج مثل المشاعل في الليل، ولكن في بعض نسخ الأسطورة، تم تصوير "بلاك شوك" بعين واحدة فقط، أو  أكثر تطفو فوق رأسه.


يُقال إن "بلاك شوك" يطارد الطرق و الأرياف، كما يطارد المسافرين ليلاً، ويرعبهم بمظهره الرهيب وأحياناً يهاجمهم. تشير العديد من الأساطير إلى أن أولئك الذين ينظرون إلى "بلاك شوك" سيموتون في غضون عام أو أقل. 


أحد أبرز التقارير عن "بلاك شوك" هو ظهوره في كنائس "بونجاي" و "بليثبرج" في مقاطعة سوفولك البريطانية. في 4 أغسطس 1577، في بليثبرج، قيل إن "بلاك شوك" اقتحم أبواب أحد الكنائس  أثناء صوت الرعد والمطر . ركض في صحن الكنيسة، متجاوزًا حشدًا كبيرًا، وقتل رجلاً وصبيًا وتسبب في انهيار برج الكنيسة. وعندما غادر الكلب، ترك علامات حروق على الباب الشمالي يمكن رؤيتها في الكنيسة حتى يومنا هذا.



القصة الثانية: مودي دو


أسطورة "مودي دو" أصلها  من جزيرة مان. "Moddey Dhoo" أو "مودي دو" تُترجم إلى "الكلب الأسود" حسب لغة أهل الجزيرة. 


يعود تاريخ الأسطورة إلى قرون مضت وتتركز حول قلعة بيل، وهي قلعة تاريخية تقع في جزيرة مان. تشتهر قلعة بيل بتاريخها الطويل والحافل بحكايات الأشباح والأحداث الخارقة للطبيعة. يوصف "مودي دو" بأنه كلب أسود كبير ذو فراء أشعث وعيون حمراء متوهجة. وعلى غرار أساطير الكلاب السوداء الأخرى، يقال إنه يظهر فجأة وبصمت، غالبًا في جوف الليل.


كما تقول الأسطورة، كان "مودي دو" يتجول في قاعات وممرات قلعة بيل، ويثير الرعب في قلوب من يرى هذا الكلب. وفقًا لبعض روايات القصة، واجه أحد الحراس في قلعة بيل  "مودي دو" أثناء مراقبته وبعد اللقاء، مات في ثلاثة أيام ولم تتم رؤية الكلب الأسود مرة أخرى.



الأسطورة الثالثة: تشيرش غريم


ليست كل الكلاب السوداء الأسطورية شريرة. على سبيل المثال، "تشيرش غريم" من أفضل الكلاب التي قد تقابلها. تعود أصول أسطورة "تشيرش غريم" إلى الفولكلور الإنجليزي والإسكندنافي.


يوصف "تشيرش غريم" عادةً بأنه كلب أسود طيفي كبير ذو فراء أشعث وعيون متوهجة. ومع ذلك، قد يختلف مظهره اعتمادًا على الاختلافات الإقليمية للأسطورة. في بعض الإصدارات، تم تصويره على أنه شخصية شبحية أو وجود غامض وليس على شكل حيوان حقيقي.


يقال إن "تشيرش غريم" يتجول في باحات الكنائس ليلاً، ويحميها من الأرواح الشريرة، ولصوص القبور، وغيرهم من المتسللين. ويُعتقد أيضًا أنه يحمي أرواح المغادرين، ويضمن لهم الراحة في سلام وعدم إزعاجهم.

ليست هناك تعليقات
إرسال تعليق