في أعماق الممرات المظلمة لصالات الألعاب، وُجد كيان غامض أثار اهتمام المتحمسين وحيرهم لعقود من الزمن. لقد كان كامنًا في الظلام، وكان ظهوره مفاجئًا مثل اختفائه، تاركًا وراءه أثرًا من التخمين والفضول. هذا الكيان الغامض ليس سوى لعبة بوليبيوس، فما قصة هذه اللعبة التي عدها الكثيرون أخطر لعبة صُنِعت على الإطلاق؟
ما هي؟
في الثمانينيات، كانت بورتلاند في امريكا بمثابة سوق اختبار لألعاب الآركيد (ألعاب الصالات) الجديدة. كان من الشائع الدخول إلى صالة الألعاب ورؤية ألعاب جديدة بدون عنوان أو بعنوان رمزي سيتم تغييره لاحقًا. في ذلك الوقت، كان يُعتقد أروقة الألعابهي أماكن غير طبيعية حيث يحدث الكثير من تعاطي المخدرات وحيث يتم تشغيل حلقات القمار غير القانونية. في هذا المكان تدور أحداث قصتنا، حيث ظهرت لعبة مجهولة المصدر تحت اسم بوليبيوس (Polybius).
اللاعبون الذين جربوها لم يتمكنوا من التوقف عن اللعب، لكن إدمان ألعاب الفيديو ليس بالأمر الجديد. ما كان مثيرًا للقلق بشأن اللعبة هو أنه عندما لعبها الناس، كانوا يشعرون بالغثيان والتوتر وكانت تصيبهم كوابيس مروعة. وآخرون حاولوا الانتحار بعد لعبها، وشعر الكثيرون بعدم القدرة على التحكم في أفكارهم.
أفاد الأشخاص أيضًا أن آلات بوليبيوس تمت صيانتها بشكل متكرر من قبل رجال يرتدون ملابس سوداء بالكامل. بدا الرجال غير مهتمين بجمع الفكة من الآلات وأرادوا فقط جمع البيانات التي الموجودة في الآلات.
تم إصدار اللعبة في صالتين فقط، ولفترة محدودة فقط قبل أن تختفي تمامًا، ولم تتم رؤيتها مرة أخرى أبدًا.
وصف اللعبة حسب الشهود
في حين أن آليات وتعليمات اللعب الدقيقة للآلة غير واضحة تماماً، فقد ترددت شائعات بأنها تتضمن إطلاق النار أو التنقل عبر العوائق والأعداء، مثل ألعاب إطلاق النار الأخرى في ذلك الوقت.
قيل أن اللعبة تتميز برسومات مجردة ومخدرة، بألوان زاهية وأضواء ساطعة. تصف بعض روايات الشهود الصور المرئية بأنها مربكة أو منومة.
أفاد اللاعبون أن اللعبة كانت سريعة الوتيرة ومكثفة، مع حركات سريعة. أيضاً أفادوا بأن لعبة بوليبيوس صعبة بشكل غير عادي، حيث كافح بعض اللاعبين للتقدم منذ المستويات القليلة الأولى. وقد أضاف هذا إلى سحر اللعبة وجاذبيتها.
قصة اللعبة ومن صنعها.
الأصول الدقيقة لأسطورة لعبة بوليبيوس غير واضحة، لكن أول ذكر موثق لها يعود إلى حوالي عام 1998. كان هذا عندما ظهر وصف غامض على موقع الألعاب القديم Coinop.org. ادعى أحد الأشخاص إلى أن اللعبة كانت ذات توزيع غير منتظم في المنطقة، حيث ظهرت فقط في واحد أو اثنين من الأروقة الغامضة في إحدى ضواحي بورتلاند. وأن إنشائها كان نتاجًا لبحث عسكري غير تقليدي، يستخدم خوارزميات خاصة لتغيير السلوك النفسي للبشر وقِيل أنها صُنعت لاستخدامها من قبل وكالة المخابرات المركزية.
عاد المنشور من عام 1998 إلى الظهور مرة أخرى في عام 2000 على منصة محادثات قديمة عبر الإنترنت تُعرف باسم Usenet، مما أدى إلى زيادة التكهنات وسرد القصص المحيطة باللعبة. بحلول عام 2003، كانت لعبة بوليبيوس قد شقت طريقها نحو عالم الشهرة فظهرت في مجلة GamePro. بالإضافة إلى ذلك، في عام 2006، ساهم أحد المعلقين يُدعى ستيفن روتش في السرد على موقع Coinop.org، مدعيًا أن اللعبة كانت من بنات أفكار شركة أسسها هو ومجموعة من المبرمجين الهواة، تدعى Sinneslöschen.
في عام 2009، قام موقع Coinop.org بتحديث مدخلاته لمعالجة الادعاءات التي قدمها ستيفن روتش، مشيرًا إلى أنه يفتقر إلى المصداقية والمعرفة فيما يتعلق باللعبة.
ما حقيقتها؟
إن وجود كابينات ألعاب بوليبيوس غير مثبت وإلى الآن لم يُعثر على كابينة حقيقية واحدة. لا توجد لقطات فيديو للعبة، على الرغم من أن الكثيرين قد تقدموا مدعين أن لديهم البرمجيات الأصلية للعبة. من المفترض أن اللعبة تم تطويرها من قبل شركة تدعى "Sinneslöschen"، ولكن لا توجد شركات تطوير ألعاب فيديو معروفة بهذا الاسم. لا توجد حقوق طبع ونشر معروفة للعبة بهذا الاسم. كما لا يبدو أن الأشخاص الذين يزعمون أنهم شاهدوا اللعبة متفقون على طريقة لعب واحدة، حيث تم اقتراح عدة نماذج لطريقة اللعب وكل طريقة تختلف عن الأخرى.
فاذا لم تكن حقيقية فما مصدر هذه الاسطورة؟
تكهن البعض بأن الأسطورة ربما تأثرت بمخاوف الناس أثناء الحرب الباردة بشأن سيطرة الحكومة على العقل البشري، والمخاوف التي ظهرت بشأن إدمان ألعاب الفيديو وأضرارها على العقل والنفس والجسد في أوائل ظهورها.