حروف تحت سقف النجوم: أفضل العبارات والتعابير عن الليل وجماله

 

 شجرة تينيري: رونق العزلة وجمال الوحدة في عالمنا الطبيعي.

عاشت هنا منذ قديم الازمان، في منتصف اللامكان، شجرة قتلتها يد انسان، إلا أن ذكراها لم تصبح طي النسيان. شجرة تينيري الشجرة الأكثر عزلة بالعالم, ما قصة هذه الشجرة؟ وكيف ظلت صامدة في منتصف الصحراء القاتلة؟ 

شجرة تينيري عام 1961
source:Wikimedia Commons/Arbre-du-tenere-1961

ما هي شجرة تينيري؟

كانت تينيري شجرة من نوع أكاسيا منعزلة تقع في الصحراء الكبرى، وتُعرف بأنها الشجرة الأكثر عزلة على وجه الأرض. ظلت موجودًا في منطقة تينيري بالنيجر لعدة قرون، وكان بمثابة علامة بارزة للمسافرين الصحراويين.

تينيري هي منطقة صحراوية شاسعة تقع في شمال شرق النيجر، وهي جزء من الصحراء الكبرى. وهي معروفة بجفافها الشديد وظروفها البيئية القاسية. تُترجم كلمة "Ténéré" إلى "الخراب"، مما يعكس بدقة المشهد الصعب في المنطقة.

على الرغم من طبيعته غير المضيافة، فقد كانت المنطقة بمثابة طريق مهم تاريخيًا للتجارة وطرق القوافل عبر الصحراء الكبرى. لعبت شجرة تينيري، التي تقف كمعلم وحيد في هذه المناظر الطبيعية المقفرة، دورًا حاسمًا كنقطة ملاحية للمسافرين الصحراويين.

نصب معدني للشجرة بعد اقتلاعها عام 1973
source:Wikimedia Commons/Arbre Perdu

ما سر بقاء هذه الشجرة المعجزة وكيف ماتت؟ 

وقفت شجرة تينيري وحيدة في دائرة نصف قطرها 400 كيلومتر في وسط الصحراء، ولم يُقطع من أغصانها حطبٌ قط، ولم يُؤذن لجملٍ أن يأكل ورقها قط، فقد كان السكان الأصليون في منطقة تينيري، وخاصة الطوارق، يكنون احترامًا كبيرًا لشجرة تينيري. 

كان من الصعب تحديد عمرها الدقيق، لكن من المقدر أنه يزيد عن 300 عام، وعندما تم حفر بئر بالقرب من الشجرة عام 1938م، تم اكتشاف سر بقاء الشجرة المعجزة. فحينما كان سطح الصحراء أرضًا قاحلة، وصلت جذور شجرة تينيري إلى أكثر من مائة قدم تحت الأرض إلى منسوب المياه الجوفية. ولكن حتى جذورها المذهلة لا يمكن أن تنقذها من زوالها في نهاية المطاف.

ماتت شجرة تينيري عام 1973 عندما اصطدمت بها شاحنة يقودها سائق. وقد أدى الاصطدام إلى إتلاف الشجرة بشدة، مما أدى إلى زوالها في نهاية المطاف، أخذت الحكومة النيجيرية الرفات ووضعتها في المتحف الوطني للنيجر في نيامي. كان من المستحيل زراعة شجرة جديدة في نفس المكان، لذلك تم نصب تمثال معدني تكريما للشجرة، كان هذا الحادث حادثًا مؤسفًا وكان بمثابة علامة على فقدان معلم بارز في الصحراء الكبرى.