في أعماق المحيطات الواسعة، ينبعث صوتٌ فريدٌ يتمازج مع لحن المحيطات ويبعث على الدهشة: صوت الحوت الوحيد، المعروف أيضًا بـ "حوت الـ52 هيرتز". هذا الحوت الفريد يحمل معه قصة غامضة تلفها الوحدة والعزلة في عالم يعج بالحياة البحرية. مما أثار تساؤلات حادة حول هويته وسبب وحدته في عالم المحيطات. سنستكشف في هذه المقالة غموض هذا الحوت، ونسلط الضوء على الجهود المستمرة لفهم هذه الظاهرة البحرية الفريدة.
الحوت الأكثر انفراداً
الحوت ذو تردد 52 هرتز، والمعروف أيضًا باسم "الحوت الأكثر وحدة"، هو حوت فردي يصدر نداءات بتردد 52 هرتز، وهو أعلى بكثير من النطاق النموذجي للحيتان الأخرى. اكتسب الاهتمام لأن أصواته الفريدة تشير إلى أنه قد يكون غير قادر على التواصل بشكل فعال مع الحيتان الأخرى. وعلى الرغم من الجهود العديدة، لا يزال نوع الحوت وأصله غير معروفين، مما يزيد من غموض وجوده الانفرادي في المحيط.
كانت نداءاتها غير نمطية لأن معظم الحيتان، تتواصل عادة في نطاق 15 إلى 25 هرتز. أدى التردد المميز للحوت البالغ 52 هرتز إلى تكهنات بأنه قد يكون فردًا من نوع حيتان مجهول أو هجين.
قد يهمك أيضاً: أصداء من الهاوية : أغرب 5 أصوات تم تسجيلها تحت الأمواج.
كيف تم اكتشافه؟
كان اكتشاف الحوت الذي يبلغ تردده 52 هرتز مصادفة، وقد حدث في عام 1989 عندما كان باحثون من معهد وودز هول لعلوم المحيطات يستخدمون مجموعة من الميكروفونات تحت الماء، المعروفة باسم الهيدروفونات، لتتبع تحركات الغواصات السوفيتية في شمال المحيط الهادئ. وبدلاً من التقاط أصوات الغواصات، اكتشفوا النداءات الفريدة والمتسقة للحوت بتردد 52 هرتز. لاحظ الباحثون أن تواتر أصوات الحوت كان أعلى بكثير من أصوات أنواع الحيتان المعروفة الأخرى، مما أدى إلى إدراكهم أنهم اكتشفوا حوتًا فرديًا له نمط تواصل مميز وغير عادي. أثارت نداءات الحوت المستمرة بهذا التردد غير المعتاد تساؤلات حول نوعه، واستمرت الجهود لتحديد موقع الحوت الغامض ذو التردد 52 هرتز ودراسته منذ ذلك الحين.
فيديو يوضح الصوت الذي سجله العلماء: https://www.youtube.com/watch?v=WhRETMhvt2c
هل تم حل اللغز؟
على الرغم من المراقبة المستمرة، ظلت نداءات الحوت منفردة، ولا تتطابق أبدًا مع أنماط أنواع الحيتان المعروفة. يعتقد بعض العلماء أن الحوت قد يكون أصمًا أو مشوهًا، مما يمنعه من التواصل بشكل فعال مع الحيتان الأخرى. ويشير آخرون إلى أنه يمكن أن يكون هجينًا أو من الأنواع غير المعروفة.
استحوذت قصة الحوت ذو التردد 52 هرتز على خيال الجماهير، فأصبح رمزًا للعزلة وأسرار المحيط. ومازالت الجهود مستمرة لتحديد موقع الحوت ودراسته.