في قلب الشتاء، عندما يُغطى العالم بالثلوج البيضاء، تنبثق همسات أسطورة قديمة من أعماق الفولكلور الياباني. وسط المناظر الطبيعية الهادئة للجبال المغطاة بالثلوج والغابات المتجمدة، توجد قصة مرعبة عن كائن طيفي يُعرف باسم يوكي أونا، أو "امرأة الثلج".
انضم إلينا ونحن نتعمق أكثر في هذه الحكاية الغامضة، ونستكشف أسطورة امرأة الثلج.
من هي؟
اليوكاي هي كائنات خارقة للطبيعة أو وحوش أو أرواح أو شياطين في الفولكلور الياباني. إنها تشمل مجموعة واسعة من الكيانات، بدءًا من المخلوقات المؤذية وحتى الأرواح الخبيثة، وغالبًا ما تتمتع بقدرات أو خصائص فريدة.
تعتبر (يوكي أونا) ، أو "امرأة الثلج" ، "شبح الثلج" ، "وحش الثلج"، يوكاي في الفولكلور الياباني. يتم تصويرها عادةً على أنها روح ثلجية جميلة ولكنها مميتة تظهر أثناء العواصف الثلجية أو ليالي الشتاء الباردة. غالبًا ما تظهر بقصص مأساوية مع مسافرين فُقِدوا في العواصف الثلجية.
وصف امرأة الثلج
غالبًا ما يتم تصوير "امرأة الثلج" على أنها امرأة طويلة وجميلة بشكل لافت للنظر، مزينة بشعر أسود طويل، ويقال إنها ولدت من الثلج والجليد نفسه، واتخذت شكل امرأة جميلة ساحرة.
غالبًا ما يتم تصويرها بعيون ثاقبة، ترعب أنظار من تفترسهم. بشرتها بيضاء وشاحبة مثل الثلج الذي يعمي البصر، وجسدها بارد عند لمسه.
تُرى عادةً وهي ترتدي كيمونو رقيقًا وأبيض يشبه الكيمينو الذي يرتديه اليابانيون بالصيف (يُعرف باسم يوكاتا) مما يكشف بشرتها البيضاء الشاحبة. لا تترك حركاتها أي آثار ثلجية حيث يُنظر إليها في بعض النسخ من الأسطورة على أنها روح عائمة مثل الدخان أو الضباب.
الأساطير التي تدور حولها.
تتنوع القصص عن امرإة الثلج في اليابان باختلاف المناطق والمحافظات، لكن جزءًا ثابتًا من السرد ينص على أن امرأة الثلج تفترس المسافرين المفقودين في العواصف الثلجية الشديدة.
وفقًا للأسطورة، من المعروف أن يوكي أونا تظهر للمسافرين المفقودين أو النفوس المرهقة المحاصرة وسط عاصفة ثلجية. إنها تغريهم بجمالها الغامض، فتضلهم أو توقعهم في أحضانها الجليدية. ويقال إن لمستها تستنزف الدفء وقوة الحياة من ضحاياها، وتتركهم متجمدين وسط الثلوج والجليد.
ويقول آخرون إنها قد تظهر كمتسولة أثناء عاصفة ثلجية تطلب الماء. فإذا قدمت لها الماء البارد فإنها ستنمو بشكل أكبر ولكنها تذوب عندما يُعرض عليها الماء الدافئ.
في محافظات إيباراكي، وفوكوشيما، وأكيتا، وفوكوي، يُقال أنها إذا أشركت الشخص في المحادثة، فقد تستخدم ذلك كنقطة هجوم. إذا تم تجاهلها تمامًا، فقد تكون العقوبة أسوأ، حيث تقوم بإمساك الضحية ثم رميها في الوادي. ضحاياها ليسوا متأكدين أبداً من نواياها، لذلك يخافون من رؤيتها أو مقابلتها.
في الختام، تقف أسطورة يوكي أونا، امرأة الثلج، كقصة رمزية للجمال الراقي والخطر المخيف للعالم الطبيعي، وتجسيد لقوى الشتاء المذهلة والمخيفة والجميلة. وتدعونا إلى التأمل في أسرار الوجود وزوال الوجود الإنساني.
وكلما تساقطت الثلوج وهبت الرياح، ستستمر امرأة الثلج في مطاردة أحلام وخيال أولئك الذين يجرؤون على الاستماع إلى قصتها المروعة.